ملخص البحث: هذا البحث يحاول معالجة قضية غامضة في البلاغة العربية، وهي قضية ارتباطها بالمدارس الكلامية. البلاغة في صورتها الإسلامية تنبثق من الجدال حول إعجاز القرآن. وبالنظر إلى تاريخ البلاغة، وجد الباحث أن الذين يحومون حول ذاك الجدال جلهم من المتكلمين، لا الأدباء. كما أنه من الصعب فصل قدماء البلاغيين عن انتمائهم العقدي. فالجاحظ والرماني والقاضي عبدالجبار والزمخشري معدودون من زعماء الاعتزال. وثَمَّ آخرون ينتمون إلى مدرسة أخرى معروفة بالأشعرية، كعبدالقاهر، والباقلاني، والقزويني وغيرهم. والقرآن في نفس الوقت مورد ينهل منه كل من المتكلمين والبلاغيين. فبالتالي تؤثر هذه الانتماءات العقدية في قضايا بلاغية، منها صراعهم حول المجاز. كما يتعدى الأثر الكلامي إلى تقسيم الخبر، والتورية، والمبالغة. وفي النهاية توصل الباحث إلى نتائج تالية: أولا، إن التنظير البلاغي في بعض القضايا يعكس انتماء عقديا للقائم به. ثانيا، بعض هذه القضايا صار مستندا لتأويل الآيات القرآنية بما يوافق الميول العقدية. ثالثا، قرينة الاستحالة العقلية الناتج عن دافع التنزيه تمثل أهم المستند في التنظير المبني على الاتجاه العقدي. ثالثا، تنوع الأبعاد العلمية لدى العلماء القدماء.الكلمات الرئيسية: بلاغة، علم الكلام، تأويل القرآن