الأدب ظاهرة اجتماعية تتأثر بغيرها من الظواهر الأخرى، كالحياة السياسية والاجتماعية للأمة والنشاط الفكري والحضاري لها والبيئة الطبيعية التي ينشأ فيها، ولهذا كان أدب كل أمة مرآة صادقة تعكس على صفحتها صورة واضحة المعالم لحياتها المتعددة الجوانب، ومن هنا نرى تحت ظل الظروف الراهنة التي فرضتها أزمة كرورنا، أنتج الأدباء أدبيات تصف الأزمة، وتبين التدابير التي يجب اتباعها لتفادي هذه الأزمة. ومن ثم جاء موضوع هذا البحث ليناقش أزمة كورونا الأخلاقية في الشعر العربي اعتمادا على قصيدة الوباء الخفي لعبد الباري الأنصاري. وقد توصَّلت الدِّراسةُ إلى جملةٍ من النتائجِ منها: أنه أصبح من الضروري الآن أن تضع إدارات الصحة والتعليم في كل الدول سيناريوهات وخططا لما بعد مرحلة كورونا، للاستفادة من التجربة والدروس، فقد أثبتت أهمية تفعيل العمل بروح الفريق الواحد من جانب جميع التخصصات بجميع المواقع؛ ومنها: عدم إهمال التدابير الصحية؛ فهي أسباب مشروعة يتخذها الإنسان تفادياً للشرِّ، فإن إهمال الأسباب ليس توكلاً، بل هو تواكلٌ مذموم. ومنها: اتضح لنا أن النظام العالمي في حاجة ماسّة إلى إصلاحات جريئة وجذرية، لعلاج ما اعتراه من خلل، ولعل أهم الدروس التي استفاد منها العالم من جراء تفشي الجائحة وربما ستكسبنا مناعة في المستقبل والبدء بمرحلة جديدة وهي: مرحلة التعايش مع الفيروس.