<![CDATA[هناك معركة فكرية عنيفة حول علاقة الأدب بالأخلاق، ومن خلال هذه المعركة طُرحت ولا تزال تُطرح أسئلة من قبيل: هل من الواجب أن يكون الأدب في خدمة الأخلاق، أو يستطيع الأدب أن يتحرر عن الأخلاق باعتباره فنا جميلا؟ وإذا كان من الواجب أن يكون الأدب في خدمة الأخلاق، فعلى أي نحو تكون تلك الخدمة؟ هل تكون عن طريق الدعاية إلى مبادئ الأخلاق، أو عن طريق علاج النفوس وتطهيرها من الشرور؟ قد أشرنا ـــ عما قبلُ ــــ إلى أن الأدب هو تلك الصياغات اللغوية البليغة المرنة التي موضوعها الكلام البليغ المنظوم والمنثور؛ وإن الصلة ما زالت قائمة بينه وبين الواقع الاجتماعي، بحيث إن الأدب الناجح، لا بد أن يجمع بين المتعة الفنية، والفائدة الاجتماعية التي بها يكون الأدب ملتزما؛ مع الإشارة إلى أن الالتزام يعتبر من أهم القضايا الأدبية المثيرة للجدل بين النقاد؛ ويمكن للمتتبع أن يقف على هذه الصلة القائمة بين الحياة الاجتماعية والأدب في جميع مذاهبه الإبداعية وعصوره التاريخية، غير أن هذه الصلة غير مستقرة على مستوى واحد، بل إنها تتغايير عبر العصور. ومن خلال الاطلاع على مذاهب الأدب واتجاهاته، يمكن تحديد بعض الغايات الأدبية وفقا لرؤية كل الاتجاه (المذهب) إلى واقع المجتمع البشري، فغاية الأدب عند الكلاسكيين المحافظةُ على الأخلاق والقيم المجتمعية، بينما غاية الأدب عند الرومانسيين المحافظةُ على الفرد وحريته الذاتية، وغاية الأدب عند الفنيين جمالية خالصة، حيث يحتفظ الأدب بجماله الذاتي، وغاية الأدب عند أصحاب المذهب الواقعي التعبير عن الواقع كما تتراءى لللمبدع، غاية الشعر الرمزي أن ينقل إلى المتلقي الحالة النفسية التي انبعث منها، أما الأدب الثوري فبعتني دائما بالطموح والههم العالية...الكلمات المفتاحية: الواقع الاجتماعي، الأدب الناجح، الكلاسيكية، الرومانسية، الطموح]]>
