الملخصمن أكثر الأشياء المحفزة في عملية التدريس أن يشعر معلّم اللغة أنه لن يتوقف أبدا عن التعلّم خاصة إذا علمنا أن عملية تعليم اللغة تقوم على ثلاثية التفاعل الحيوي بين الطلبة والمعلم من جهة، وبين المتعلمين أنفسهم من جهة أخرى، وبين المتعلمين والمحتوى اللغوي من جهة ثالثة، الذي من شأنه أن يخلق عددًا كبيرًا من الأسئلة التي تحتاج الى إجابات، والتحدّيات التي تحتاج الى حلول، والقضايا التي تحتاج إلى تفكير، ولا ريب أنك عزيزي المعلّم في كل مرة تشرع فيها في التدريس ستواجه واحدة من هذه التحديّات. واذا كنت أستاذ واعيًا تملك رؤية سوف تتعلم شيئًا جديدًا، وسوف تكتشف مدى نجاح العملية التي تقوم بها، وكيف يتعامل الطلبة مع اللغة، وكيف يمكن تطوير التفاعل الصفي، وكيف تُقوِم كفاءة الطالب، وكيف تدمج المشاعر في عملية التعليم، أو كيف يؤثر أسلوبك في التعليم في المتعلمين أنفسهم. وتستمر الاكتشافات بالمضي قدما مدى الحياة. عندما تباشر رحلتك في مهنة تدريس العربية للناطقين بغيرها، فما الطريقة المثلى التي يجب أن تتبعها لكي تنجح فيها وتستمر في النمو فيها مهنيًا؟ وكيف يمكنك مواجهة التحديات التي تنتظرك؟هذا ما تحاول هذه الدراسة أن تتغياه عبر الاعتماد على بعدين: الأول بحثي تنظيري في المجال العربي والغربي في تأهيل المعلمين وتدريبهم القبلي وفي أثناء والبعدي، والثاني: ميداني تطبيقي، يعتمد على خبرات عقدين من الزمّن ونيف، وتروم الدراسة التوقف على أبرز الجوانب التي تحقق النجاح في الميدان، مركزين على استراتيجية التأمل الذاتي لتحقيق مزيد من التطور والتحسن نحو تحقيق نموذج المدرس الاستراتيجي في تدريس العربية للناطقين بغيرها.
Copyrights © 2020