يعد ظهور الطباعة ثورة فكرية وتاريخية وحضارية ساهمت في سقوط سلطة الكنيسة وسلطة الإقطاع ، وسلطة التواصل الشفهي ، إذ حققت الكتابة المطبوعة معايشة الإنسان لحظة الاغتراب الأولى ، ووضعت حدا فاصلا بين حقبة التواصل الشفا هي والتواصل المكتوب ، ومع ولوج الألفية الثالثة شهد العالم نقلة نوعية في تكنولوجيا الاتصالات والوسائط أسفرت عن مايعرف بالثقافة الالكترونية التي حلت محل ثقافة المطبوع ، وكذا النهاية الرمزية لعصر المكان التي تؤسس للعالم المترابط أو القرية الكونية ، إذ أضحى العالم شبكة رقمية أنتجت النص المترابط الذي تؤسس له مقولات مابعد البنيوية ، وهذا التزاوج بين التكنولوجيا والأدب أسفر عن بناء جديد هو رقمنة الأدب ، الذي أنتج ما يعرف بخلخلة الأجناس الأدبية وسقوط الفواصل بينها فظهرت الرواية التفاعلية والمسرح التفاعلي كما تحول بناء المنظومة الإبداعية وأصبح الوسيط هو المحدد للمنتج الأدبي .
Copyrights © 2021