لقد انتشرت الأحاديث في فضائل سورة الملك على نطاق واسع في المجتمع الإسلامي، فلذلك لم تكن السورة بعيدة عن مسامعهم. كما أن هذه الفضائل تشجع كثيرا من المسلمين على أن يجعلوا سورة الملك من السور المختارة للقراءة قبل النوم ليلا وللحفظ والدراسة والتدريس. غير أن الواقع المرّ هو أن فئة قليلة منهم من تحرّكه نفسه على التحقق من ثبوت تلك الأحاديث المشتهرة التي تحتوي على فضل سورة الملك. فليس في المجتمع الإسلامي من قرون متطاولة عادةُ التحقق من ثبوت الحديث المنتشر إلا ما قل وندر. وهذه الدراسة تحاول بيان أحوال الأحاديث الواردة في فضل سورة الملك والتي انتشرت على ألسنة كثير من المسلمين. وقد اعتمدت الدراسة على منهج تخريج الحديث ونقده عند المحدثين، والذي نتج عنه ضعف جميع تلكم الأحاديث وبطلانها وشدة وهن جملتها. ولا ريب أن هذه الظاهرة تفضي إلى لَواح نتيجة مهمة يمكن عدّها من القاعدة العامة في مجال رواية الحديث. وهي: ليس كل ما شاع واشتهر عن النبي صلى الله عليه وسلم ثابت صحيح. ومن ثم فإن عملية التحقق ومحاولة التثبت ينبغي أن تصبح جزءاً مهماً في حياة المسلم
Copyrights © 2025