من خلال هذه الدراسة قام الباحث بدراسة ظاهر الحذف من منظور بلاغي نقدي حيث حاول فيه رصد مفهومه في ضوء البلاغة القرآنية وعرض تقسيماته لدى البلاغيين في الكتب البلاغية المقررة بما يظهر فيه داء التشتت من خلال هذه الدراسة قام الباحث بدراسة ظاهر الحذف من منظور بلاغي نقدي حيث حاول فيه رصد مفهومه في ضوء البلاغة القرآنية وعرض تقسيماته لدى البلاغيين في الكتب البلاغية المقررة بما يظهر فيه داء التشتت الذي يصيب هذا المبحث. وبالتالي حاول الباحث العثور على محاولات الاستدراك من قبل الكلاسيكيين والمعاصرين، بالإضافة إلى الوصول إلى سبب رئيسي في هذا التشتت. فقام الباحث بدراسة هذه القضايا مستعينا بمقاربة تحليل الخطاب النقدي لدى نورمان فاركلوف Norman Fairclough. ومن أهم النتائج التي توصلت إليه الباحث هي أن القدماء لم يستوعبوا كافة صور الحذف الموجودة في النصوص المدروسة. وهذا هو حال المبحث في الكتب البلاغية المقررة المفرعة عن تنظيري السكاكي والخطيب القزويني، فالتشتت فيها ظاهر بيّن. فقام اللاحقون بالاستدراك على التقسيمات السابقة كما فعله محمد أبو موسى وفاضل السامرائي، كما قام السيوطي باقتراح تقسيم جديد. ويعود هذا التشتت إلى اعتماد السكاكي في حصر ظواهر الحذف على مكونات الجملة. وبالتالي يؤدي هذا إلى عدم اشتمال تقسيمه لظواهر خارج عناصر الجملة، مثل حذف جزء الكلمة. والسبب وراء هذا كله رغبة السكاكي في مبارزة عبد القاهر والخروج على تنظيره تحقيقا لاعتزالية السكاكي، علما بأن الجرجاني بنى تنظيراته البلاغية على مفهوم "معاني النحو" المنسجم مع نظرية الكلام النفسي التي قال بها الأشاعرة ضد نظرية الكلام اللفظي لدى المعتزلة. فحاول السكاكي الانتصار لفرقته بالعدول من "معاني النحو" إلى "النحو"، الأمر الذي أدى إلى عدم الاستيعاب الآنف الذكر.
                        
                        
                        
                        
                            
                                Copyrights © 2024