يهدف هذا البحث إلى التعرف بشكل معمّق على العوامل الرئيسة التي تساعد طلبة معهد الإصلاح العصري دوروواتي كليرونغ كبومين على تحقيق النجاح في مهارة الكلام باللغة العربية. وتبرز أهمية هذا البحث من كون مهارة الكلام تعدّ أحد الأركان الأساسية في إتقان اللغة العربية، حيث تمكّن المتعلم من التواصل الفعّال والتعبير بطلاقة في مختلف السياقات الأكاديمية والاجتماعية. اعتمد الباحث المنهج الكيفي من نوع دراسة الحالة، لأنه الأنسب للكشف عن الظواهر التعليمية في بيئتها الطبيعية. وقد جُمعت البيانات باستخدام أساليب متنوعة مثل الملاحظة المباشرة داخل الصفوف، والمقابلات المتعمقة مع مسؤولي المعهد والمعلمين، بالإضافة إلى مراجعة وثائق المعهد وتقاريره الأكاديمية. جاءت هذه الدراسة بعد ملاحظة واقعية لأداء الطلبة، حيث أظهروا قدرة استثنائية في التحدث بالعربية وفازوا في عدة مسابقات لغوية على مستوى المنطقة، مما لفت الانتباه إلى وجود عوامل مؤثرة وراء هذا التفوق. أظهرت النتائج أن أهم العوامل تتمثل في: (1) وجود منهج تعليمي واضح ومتكامل يحدد الأهداف والمحتوى وطرق التدريس وأساليب التقويم، (2) كفاءة المعلمين، ومعظمهم من خريجي الجامعات والمعاهد الحديثة الذين يمتلكون خبرة تربوية عالية، (3) توافر بيئة لغوية حيوية تشجع على استخدام العربية داخل الصف وخارجه بشكل طبيعي ومستمر. وتكمن الإضافة العلمية الجديدة في هذا البحث في إبراز دمج التعليم الرسمي داخل الصف مع الممارسة التواصلية المنتظمة خارج الصف، مما أسهم في إيجاد بيئة تعليمية متكاملة وفعّالة. ويمكن اعتبار هذا النمط نموذجاً يُحتذى به في تطوير تعليم مهارة الكلام باللغة العربية، خاصة في المؤسسات التعليمية الإسلامية التي تسعى إلى تحقيق مخرجات متميزة في إتقان اللغة العربية
Copyrights © 2025