لقد أحدث تطوّر تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI) تحولًا كبيرًا في ميدان التربية، بما في ذلك تعليم اللغة العربية. غير أن هذا التطور قد أفرز أيضًا جملةً من التحديات، مثل الاعتماد المفرط على التكنولوجيا، وقصور الذكاء الاصطناعي في استيعاب السياق الثقافي والدلالات الاصطلاحية للغة العربية، فضلًا عن احتمال نشر محتوى غير دقيق إذا لم يُفلتر بشكل جيد. يهدف هذا البحث إلى استكشاف التحديات والفرص في توظيف الذكاء الاصطناعي في تعليم اللغة العربية، وذلك باستخدام منهجية المراجعة المنهجية للأدبيات (Systematic Literature Review - SLR) التي تشمل صياغة أسئلة البحث، وتحديد واختيار الأدبيات ذات الصلة، ثم تحليل البيانات وتركيبها، وأخيرًا عرض النتائج بشكل منهجي. أظهرت نتائج التحليل أن للذكاء الاصطناعي فعالية عالية في تنمية مهارات اللغة العربية، مثل فهم القواعد النحوية، واكتساب المفردات، وتنمية مهارات المحادثة عبر المحادثات التفاعلية المبنية على معالجة اللغة الطبيعية (NLP). كما يتيح الذكاء الاصطناعي تخصيص عملية التعلم والتقويم الآلي، مما يعزز من دافعية المتعلم وكفاءة العملية التعليمية. ومع ذلك، كشف البحث عن وجود تحديات عدّة، مثل محدودية الذكاء الاصطناعي في إدراك السياق الثقافي واللهجات العربية، وضعف البنية التحتية التقنية، فضلاً عن جاهزية المعلمين في تبني هذه التقنية. ومن ثمّ، تبرز الحاجة إلى استراتيجيات تكامل أكثر فاعلية للذكاء الاصطناعي ليُستثمر بصورة مثلى في تعليم اللغة العربية.
Copyrights © 2025