يُعدّ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، المستمر منذ عام 1948، من أطول النزاعات في التاريخ المعاصر، وقد خلّف آثارًا مأساوية، خاصةً على الأطفال الفلسطينيين الذين حُرموا من أبسط حقوقهم في السلام والتعليم والحماية. وانطلاقًا من هذا الواقع، يتناول هذا البحث رسالة السلام التي تحملها أغنية "أعطونا الطفولة" لريمي بندلي، بوصفها تعبيرًا شعريًا مؤثرًا عن معاناة الأطفال الفلسطينيين وتطلعاتهم لمستقبل أفضل. يعتمد البحث على منهج نوعي من خلال مراجعة الأدبيات، مستندًا إلى كلمات الأغنية كمصدر رئيسي للبيانات. ويستخدم التحليل الشعري البنيوي كإطار نظري للكشف عن المعاني الكامنة في النص، من خلال دراسة عناصره البنيوية الأساسية مثل الموضوع، والدلالة، والصور الشعرية، واللغة المجازية. تشير نتائج التحليل لا تقتصر على كونها احتجاجًا ضد العنف، بل تُعد نداءً إنسانيًا من أجل السلام واحترام حقوق الإنسان، وخصوصًا حقوق الأطفال في العيش الآمن، والتعليم، والحماية. فرغم أن الأغنية تنبع من واقع مؤلم، إلا أنها تحمل نبرة من الأمل والتفاؤل تعكس صمود الأطفال الفلسطينيين أمام الاحتلال والظلم. ويُسهم هذا البحث في مجال الدراسات الأدبية من خلال إبراز دور الشعر في التعبير عن القضايا الإنسانية، كما يُؤكد أهمية الأدب كوسيلة لنشر الوعي بقضايا العدالة والسلام العالمي.
Copyrights © 2025