قراءة القرآن على الجنائز بين العادة والعبادة في ليبيا، هذا عنوان من العناوين التي لم يتم البحث فيها من قبل بحثا علميا بالنظر في إلى ظروف الناس وعاداتهم ونظرتهم إلى هذه المسألة في ليبيا، وذلك لما له من أهمية علمية للوقوف عن الأسباب الرئيسية وراء تمسك الناس بها. هل أهل ليبيا يعتبرون هذا الفعل من العادات أو هو من صميم العبادات، أو يتردد بين العادة والعبادة، وكيف أثر هذا في اختلاف الحكم الشرعي بسبب هذا التردد. إن هذه القضية من القضايا الفقهية القديمة، وهي محل نزاع بين الفقهاء في وصول الثواب للميت من عدمه، وهذا قد دونت به الكثير ممن المؤلفات والبحوث، ولكن الجديد هنا أنهم استخدموا القياس في الاستدلال على جواز من يرى ذلك، وركن إلى ظاهر النصوص من منعه، وأن هذه القضية في ليبيا تتردد بين العادة والعبادة، ومن حيث أنها مرتبطة بالقرآن والدعاء بعده والصدقة، فإن هذه عبادة من العبادات الشرعية، ومن حيث ارتباطها وتعاقها بالجنائز وتعد من مراسم العزاء فإنها تدخل في العادات، وعلى هذين التقسيمين يختلف الحكم، فمن يرى أنها للعادات أقرب حكم بجوازها انطلاقا من قاعدة الأصل في العادات الجواز إلا بدليل، وخلافه من يرى أنها من العبادات أخذ بتكملة القاعدة، الأصل في العبادات التوقف إلا بدليل.